مجموعة قصص مبكية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم

-A A +A
النبي محمد صلى الله عليه وسلم

لن تجد إنسان ذو فطرة سليمة يسمع سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و يفهمها إلاو تدمع عيناه من عظمة هذا النبي الكريم والذي تحمل كل المشقة والتعب من أجل نشر كلمة التوحيد وتبليغ دين الحق للبشرية كلها.

فقد ولد صلى الله عليه وسلام يتيمًا ولم يرى والده عبد الله ، و عاش في رعاية أمه أمينة وجده عبد المطلب ، لكن أمه توفيت وهو مازال في الساسة من عمره عليه الصلاة والسلام، وكان معها حين توفيت، فقد أخذته آمنة ليزور أخوال أبيه بني عدي بن النجار في المدينة المنورة، وفي أثناء العودة ماتت ودفنت في الأبواء، وعاد عليه الصلاة والسلام إلى مكة مع حاضنته أم أيمن بعد أن أصبح بلا أب ولا أم.

وحتى النبي عليه الصلاة والسلام كان بشرًا وكان رقيق القلب فقد زار قبر أمه بعد البعثة وبكى حوله، وقد قال عليه الصلاة والسلام في هذا الموقف استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فإذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت.

لقد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لأشد صور الإيذاء بعد البعثة وحتى من أقرب الناس إليه أي أقربائه، فقد كان عمه أبو لهب أعلم الناس بأخلاقه وخلقه وأنه هو الصادق الأمين، وبالرغم من عندما كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو الناس للإسلام والإيمان كان هو يكذبه.

وأحد الروايات أن ربيعة بن عباد الديلي وكان جاهليًا حينها قال أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، دخل سوق ذي المجاز وقال يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ويدخل في فجاجها والناس حوله، فلم يقول أحدًا منهم شيئًا، وكان النبي عليه الصلاة والسلام لايسكت، يقول للناس: قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، إلا أن وراءه رجل أحول وضيء الوجه ذو غديرتين يقول للناس، إنه كاذب، فلما سأل ربيعة عن النبي قالوا له : محمد بن عبد الله، ولما سأل عن الرجل الذي يكذبه قالوا له هوعمه أبو لهب.

كان أبو لهب قد زوج ابنيه عتبة وعتيبة من بنات النبي صلى الله عليه وسلم ، رقية وأم كلثوم وذلك قبل البعثة النبوية الشريفة، فلما بعث النبي أمر أبو لهب ولديه بتطليق بنتي النبي عليه الصلاة والسلام وهدا ايذاءًا له، ولما مات ابن النبي الثاني عبد الله فرح له عمه أبو لهب ونعت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالأبتر.

وقد كانت زوجة أبو لهب أم جميل تأخذ الشوك فتلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تسبه عليه الصلاة والسلام وتذمه في شعرها، وقد توعدهما الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة المسد.

لقد استمر ايذاء قريش للنبي عليه الصلاة والسلام طوال السنوات التي قضاها في مكة المكرمة قبل الهجرة، ومما رواه بن مسعود أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي عند الكعبة، وكان أبو لهب وأصحابه جالسين وقد نحرت بعض النوق في اليوم السابق، فقال أبو جهل لأصحابه أيكم يقوم إلى سلا جذور أي الأمعاء التي خرجت من الذبيحة، فليقيها في كتفي محمد إذا سجد.

فانبعث أشقى هؤلاء وهو عقبة بن معيط ووضعها بين كتفي النبي الشريفتين، وضحك الكفار، وكان بن مسعود رضي الله عنه ينظر لكنه كان ضعيفًا نحيلًا، فلم يستطيع طرح الأذى عن كتفي النبي عليه الصلاة والسلام الذي ظل ساجدًا لا يرفع ظهره، حتى وصل الخبر للسيدة فاطمة رضي الله عنها ، فجاءت وطرحته عنه.

و رأى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه مستضعفين يعذبون بأشد العذاب ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قادرا على دفع الإيذاء عنهم، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يسعى لدنيا ولم يعد أصحابه بمال أو متاع زائل، لكنه وعدهم بالجنة عرضها السموات الأرض أعدت للمتقين الدين يؤمنون بالله ورسوله ويفعلون مايأمرون، وكان هذا دافعهم على الصبر، كما أيقن النبي صلى الله عليه وسلم والذين ءامنوا معه أن العبودية ل لله عز وجل تكليف يستلزم تحمل المشقة والصبر ومجاهدة النفس عليه.

لقد بلغ بالكفار أنهم اتفقوا فيما بينهم على مقاطعة بنو هاشم ولا يجالسوهم أو يتزوجوا منهم إلا بعد أن يسلموهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كتبوا وثيقة بهذا الاتفاق الجائر وعلقوها في سقف الكعبة.

و اجتمعوا وحبسوا النبي صلى الله عليه وسلم ومن ءامن معه شعب أبو طالب وظلوا محبوسين في الشعب ثلاثة سنوات حتى كان بكاء أطفالهم يسمع من وراء الشعب من شدة تعبهم، وكان الرجل من المسلمين يحاول الذهاب للسوق لشراء قوت لعياله، فيقول أبو لهب غالوا على أصحاب محمد، فيرجع الصحابي لعياله دون أن يشتري أي شيء حتى يطعمهم.

و أضنى الجوع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رقت لهم قلوب بعض أهل قريش فكان أحدهم يضع الزاد على البعير ويضربه ليسير نحو الشعب ليخفف عن المحصورين فيه بعض ما هم فيه من عداب .

وازداد الحزن على النبي بوفاة زوجته وأم أبنائه وأول من ءامن به وسانده وآزره في كل محنه و أوقاته وهي أمنا خديجة رضي الله والتي قال عنها صلى الله عليه وسلم أنها من أكمل النساء، ولم يكمل من النساء إلا آسية زوجة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد.

و قال صلى الله عليه وسلم عن خديجة رضي الله عنها: سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة وآسية امرأة فرعون.

ولقد ظلت السيدة خديجة رضي الله عنها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها ويثني عليها حتى وفاته صلى الله عليه وسلم.

وفي نفس العام فقد صلى الله عليه وسلم إنسان أخر عزيز عليه وهو عمه أبا طالب الذي كفله ورباه وأحسن إليه ودفع عنه كثير من شر و أذى الكفار.

وكان مما زاد من حزن النبي صلى الله عليه وسلم أن عمه رفض نطق الشهادتين قبل أن يلفظ أنفاسه، فكان صلى الله عليه وسلم يقف عند رأسه حين أتته المنية يقول له يا عم قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله.

وبينما على الجانب كان أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يقولان له يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب حتى لفظ أنفاسه وهو على الكفر، وسمي هذا العام بعام الحزن لشدة الخزن الذي دخل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم فيه

كدلك كان نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عمره واحد ستين عامًا تقريبًا عندما أنجبت له السيدة مارية القبطية ابنه إبراهيم، وكانت قريش تلقبه بالأبتر أي الذي انقطع ولده، ففرح به النبي فرحًا شديدًا.

وإبنه إبراهيم  يشبه النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه مات وهو ابن ستة عشر شهرًا، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم الخبر قال للصحابة لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه، وذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجر أمه فأخذه ووضعه في حجره الشريف وانكب عليه وبكى حتى اضطربت لحيته وجنباه.

فقال أبو بكر وعمر للنبي صلى الله عليه وسلم لهما إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون

وكانت الشمس قد كسفت في يوم وفاة إبراهيم، فقال الصحابة أن الشمس قد كسف حزنًا لحزن النبي صلى الله عليه وسلم لوفاة ابنه.

والنبي صلى الله عليه وسلم وبالرغم ما كان فيه قام فخطب فيهم ونهاههم عن أن يرددوا أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان، فقال لهم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة.

صلى الله عليه وسلم

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

9172565887889170681
https://www.my-egybest.space/