تعتبر الغيرة سلاح ذو حدين ، فغيرة الزوج على زوجته هي شيء طبيعي وأيضا محمود ، ولكن الغيرة حين تتطور وتزداد عن الحدها الطبيعي قد تدفع الشخص لإرتكاب أعمال حمقاء وجنونية قد تصل إلى حد الجريمة والقتل .
وهذا بالضبط ما حدث مع الزوج الروسي ديمتر جراشيوفيا و البالغ من العمر 28 عامًا ، والذي كان من متزوج من مارجريتا جراشيوفيا والبالغة 27 عامًا ولديهما طفلين ، كان الزوج يعمل طبيب نفسي من منزله بالقرب من سيرباخوف في غرب شمال روسيا .
لقد تزوجا الزوجان بعد قصة حب جميلة ، وكانت بداية زواجهما سعيدة حتى بدأت تظهر غيرة ديمتر الشديدة نحو مارجريتا ، الأمر الذي وصل لحد أنه جعلها تخضع لجهاز كشف الكذب ليتأكد من أنها لا تخونه مع زملائها بالعمل ، وبعد أن ضاقت مارجريتا ذرعًا من تلك الاتهامات المستمرة لها بالخيانة ، قررت في نهاية الأمر أن تصطحب أطفالها وتهجر المنزل ثم تطلب الطلاق بشكل متحضر .
رفض ديمتر أمر الطلاق في البداية ، ولكن وفي أحد الأيام قام أحد زملاء مارجريتا في العمل بدعوتها على السينما هي وأطفالها لأن الأطفال كانوا في حالة نفسية سيئة وكانوا يحتاجون لبعض الترفيه، و كان ديمتر الزوج يراقبها دون أن تدري شيئ .
وبعد ذلك اليوم وجدت مارغريتا اتصال هاتفي من زوجها ديمتر يخبرها فيه أنه يريدها أن تأتي إلى منزلهم ليتناقشًا بعض الأمور في مسألة الطلاق بشكل متحضر وعقلاني ، ويتفقا على مسألة حضانة أطفالهما ، ولأن ديمتر لم يظهر أي تاريخ من العنف خلال فترة زواجهما فقد وافقت مارجريتا على الذهاب إليه بدون تفكيرفي الامر ، وقد أخبرت إحدى صديقاتها قبل أن تذهب أنها تتمنى لو أنها تتصالح مع زوجها ويحتفلا معًا بعيد زواجهما .
وبعد أن ذهبت إلى منزلهما ، تتفجأ عندما وجدته غاضب وقد حمل سكين في يده وهددها أنه سيصب غضبه عليها ، ثم قام بتقيدها ، واصطحبها إلى غابة قريبة من المنزل ، وطوال هذا الوقت كانت مارغريتا في حالة إستنكار وذهول وخوف شديد ، ولكنها لم تكن تتخيل ما سيفعله بها ديمتر ، حتى قام بتقيدها إلى شجرة ، وأجبرها على الجلوس على ركبتيها ، ثم قيد يديها نحو الشجرة .
فأخبرها أنه سوف يقطع يديها مثلما كانوا يفعلون في العصور الوسطى ، وعلى الرغم من أن مارجريتا وجدت ديمتر قد جهز فأسًا لفعل ذلك لكنها إعتقدت أنه قد يتراجع في النهاية ، ولكن ديمتر لم يفعل ، فقد هوى بالفأس أولًا على أصابع يديها ، ثم على اليد عدة مرات ، ثم قطع معصميها ، وكانت مارجريتا المسكينة تصرخ بشدة من شدة الالم ومن حالها ورغم دلك كانت تغمض عينيها حتى لا تشاهده وهو يفعل ذلك بها .
بعد أن انتهى ديمتر حمل مارجريتا إلى المستشفى وهي شبه فاقدة للوعي ، وتقول مارجريتا أنه كان يردد طوال الطريق “يال الأدرينالين ، يال الأدرينالين ” وكان صوته هادئ ولا يشعر بأي توتريدكر ، وبعد أن تركها في المستشفى ، ذهب وسلم نفسه ألى الشرطة .
لقد قام الأطباء بمحاولة إنقاذ مارجريتا ، لكن الغريب في الأمر أن الأطباء قالوا أن ديمتر قد ربط يديها بطريقة احترافية بحيث لا تفقد الكثير من الدماء ، ومع ذلك فقدت مارجريتا المسكينة إحدى يديها إلى الأبد وأصبحت معاقة ، أما الأخرى فقد قام الأطباء بخياطتها لعدة ساعات وهم لا يعرفون إذا كانت ستستطيع استخدامها مرة أخرى أم لا .
وتمت محاكمة الزوج ديمتر وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة سنوات بعد أن ثبت أنه يتمتع بكامل قواه العقلية ، وقد أخبر القاضي أنه يحب أسرته ، ولكنه ظل لمدة شهرين لا يفكر في شيء سوى أن زوجته تخونه .
أما بالنسبة مارجريتا فقد حصلت على طرف صناعي في يدها المقطوعة ، وتتمنى أن تعود يدها الأخرى للعمل بشكل طبيعي حتى تستطيع الاعتناء بأطفالها ، ولكنها لا تزال تخشي المسكينة أن يقوم ديمتر بقتلها بعد خروجه من السجن .
0 تعليقات